عمان، 11 أبريل // ان ان ان – يونا //– ركزت مباحثات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، في قصر الحسينية يوم الأربعاء، على فرص توسيع التعاون بين الأردن وإيطاليا في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والطاقة والسياحة.وتناولت المباحثات آخر المستجدات التي تشهدها المنطقة، وضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا، بما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
وأكد الملك والرئيس ماتاريلا، خلال مباحثات ثنائية حضرتها الملكة رانيا العبدالله والأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وابنة الرئيس الإيطالي السيدة لورا ماتاريلا، متانة علاقات الصداقة بين البلدين والحرص على توسيع التعاون المشترك في شتى الميادين.
وفي بداية المباحثات الموسعة، التي حضرها ولي العهد وعدد من كبار المسؤولين في البلدين، رحب الملك بالرئيس الإيطالي، وقال “لطالما جمعت بلدينا علاقات تاريخية قوية، وزيارتكم اليوم مع وفد رفيع المستوى تؤكد الروابط المتميزة بين شعبينا. وعلى مستوى شخصي، أرحب بكم ثانية”.
وتابع الملك “أثمن دعم بلادكم التاريخي للأردن في مواجهة التحديات المختلفة، فأنتم شريك اقتصادي حيوي وشريك في التصدي للتحديات في الإقليم وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة حوض البحر المتوسط. ولدينا رؤى مشتركة حول عملية السلام ومستقبل القدس.
ونحن نقدر دور بلادكم القيادي في سبيل تحقيق الاستقرار في منطقتنا”.وقال العاهل الأردني: “نحن نتشارك في رأي ثابت حول القدس والأمل بأن تكون مدينة سلام توحد الجميع. وهذا موقف مهم في مواجهة التحديات في مستقبل المنطقة.
ونحن مستمرون بالتطلع لدور إيطاليا المؤثر في تحكيم المنطق والتركيز على ما يجمع الناس، لا ما يفرقهم”.من جانبه، قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، خلال المباحثات الموسعة، “شكرا لكم جلالة الملك على هذا الترحيب الحار، وكان لي الشرف الكبير أن أستضيفكم وجلالة الملكة في قصر كيرينالي قبل ثلاث سنوات”.
وأضاف “أود أن أعيد التأكيد – جلالتكم – على الدور المهم للمملكة الأردنية الهاشمية في تحقيق السلام والوئام بين الأديان والثقافات المختلفة، ويعتبر الأردن أنموذجا ليس على مستوى الشرق الأوسط فقط، بل على مستوى العالم أجمع”.
وقال “إن تسلمكم لجائزة مصباح السلام المهمة في مدينة أسيزي الإيطالية أخيرا شهادة للدور المهم الذي تقومون به يا جلالة الملك”.وأضاف الرئيس الإيطالي “جلالة الملك، أعتقد أننا نتشارك في عدد من الأهداف والآراء، ومنها تلك المرتبطة بمنطقة البحر المتوسط، حيث نعمل من أجل تحقيق السلام ومزيد من التعاون، وكذلك تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار الذي ترسخونه أنتم يا جلالة الملك وبلدكم”.
وتابع قائلا “لدينا تعاون قوي، وأعتقد أنه ما زال هناك فرص لزيادته، خصوصا في المجالات الأمنية والثقافية”.وقال “اسمحوا لي يا جلالة الملك أن أعرب عن إعجابي بكرم الضيافة الذي يقدمه الأردن للاجئين، منهم اللاجئون السوريون أخيرا، وسبقهم قبل ذلك لاجئون فلسطينيون وعراقيون، ومن دول أخرى من المنطقة. كانت لي الفرصة يوم أمس لزيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وهو في الحقيقة مدينة وليس مخيما”.
وأضاف “إيطاليا يا جلالة الملك ستستمر في دعم جهود الأردن، وفي عام 2019 نسعى لأن نحافظ على مساهماتنا لتكون بنفس مستوى عام 2018، وفي الحقيقة قبل أيام وافقت وكالة التعاون الإيطالية على ثمانية قروض ميسرة بقيمة 85 مليون يورو لدعم الأردن، خصوصا لقطاع التعليم، وأعتقد أن هذا مهم لنعبر عن وقوفنا مع الأردن، وهو ما يجب على كل الدول أن تقوم به”.
وتابع الرئيس الإيطالي “يسعدني أننا نقدم منحة بقيمة 3 مليون يورو إضافية لمساعدة الأردن، لدعم مشروع المرأة الذي تنفذه الأمم المتحدة في مخيم الزعتري، ولدعم مشروع الصحة النفسية التابع لمنظمة الصحة العالمية”. وقال “أعتقد أن الأردن بحاجة أن يقف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي إلى جانبه إذا ما نظرنا إلى الجهود الإنسانية الكبيرة التي يقوم بها”.
وخلال المباحثات التي تناولت عملية السلام، أكد الملك ضرورة تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أهمية دور الاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص.وشدد العاهل الأردني على أهمية الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، مؤكدا أن الأردن مستمر بتأدية دوره في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.من جهته، قال الرئيس الإيطالي: إن الأردن والاتحاد الأوروبي يتشاركان بموقف واحد تجاه عملية السلام وحل الدولتين، مؤكدا دعم بلاده للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج