المنامة، 26 فبراير (ان ان ان-بنا) — أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن منطقة الساحل الافريقي، التي تعد صلة وصل بين شمال القارة الإفريقية وجنوبها، تعاني اليوم من التقلبات المناخية وما يترتب عنها من آثار وخيمة، وقال “إن أهم تحد يواجهنا في هذا الشأن، يكمن في معالجة قضية المناخ بفعالية، مع استحضار أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعمل على الاستجابة للمتطلبات الأمنية”.
وقال العاهل المغربي في خطاب وجهه إلى المؤتمر الأول للجنة المناخ الخاصة بمنطقة الساحل، الذي افتتح أعماله اليوم الاثنين بنيامي، وتلاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد ناصر بوريطة “إن واقع الحال واضح للعيان، والمخاطر المناخية التي تتهدد منطقة الساحل معروفة ويعلمها الجميع فهي تمس حياة السكان اليومية، وتؤثر سلبا على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وعلى الاستقـرار الإقليمي، فهذا المجال الاستراتيجي، يعكس، أكثر من غيره، ما للبيئة من تأثير مباشر على ظروف العيش”.
واضاف ان “نقص الغذاء، وانخفاض احتياطيات المياه والتصحر، كلها نتائج مرتبطة بالتغيرات المناخية، ستواصل دفع شبابنا إلى الهجرة، مما يحرم قارتنا الإفريقية من جزء مهم من قواها الحية”، مؤكدا أن هذه المخاطر “تتطلب منا ومن شركائنا استثمارا كبيرا وانخراطا كليا من أجل الاستجابة لتطلعات الشعوب وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، فالكفاح من أجل تحقيق العدالة المناخية يعد، بالنسبة لشعوب القارة، معركة من أجل تحسين ظروف العيش، وضمان حياة كريمة ومستقبل واعد”.
وأوضح العاهل المغربي ان حشد طاقات مختلف الفاعلين لمواجهة الآثار المدمرة للتغيرات المناخية ينبغي ألا ينحصر في نطاق الحدود الوطنية، بل يجب أن يتجاوزها.
وقال إن رؤساء الدول الإفريقية اطلقوا خلال قمة العمل الإفريقية، التي انعقدت في 2016 بمراكش، دينامية جديدة تتمحور حول مشاريع طموحة وملموسة عابرة للحدود، مضيفا “تحدونا الرغبة نفسها في تقويـة تدابيرنا، وتعزيز اتساقها، من خلال مقترحات جديدة. فبإطلاق خطة الاستثمار المناخي لمنطقة الساحل وبرنامجها الإقليمي ذي الأولوية، سيكتمل عقد المشاريع الحيوية بل والضرورية، التي شرع فعليا في تنفيذها”.
وفي هذا الإطار، أعلن العاهل المغربي عن التزام بلاده بالتكفل بدراسات الجدوى اللازمة لاستكمال خطة الاستثمار المناخي هذه.
وقال العاهل المغربي “تحتم علينا مسؤولياتنا تجاه الشباب الإفريقي، انتهاج كل السبل الممكنة من أجل تحقيق تطلعاته، ووضع قارتنا في مسار إيجابي حافل بالفرص والإمكانيات. فمستقبل إفريقيا رهين بمدى قدرتنا على إبداع أشكال جديدة من الحلول التضامنية، في إطار التزام حقيقي، يراعي مصالح جميع الأطراف، سواء كانت في الجنوب أو في الشمال”.
وأضاف انه “يمكن لمنطقة الساحل، التي تضم بلدانا من شرق إفريقيا ووسطها وغربها، أن تتحول إلى نموذج متقدم للتكامل الإقليمي، على المستويات الاقتصادية والبيئية والسياسية والبشرية. وتشكل لجنة المناخ لمنطقة الساحل إحدى الركائز الكفيلة بتمكينها من بلوغ هذا الهدف”.
شبكة أنباء عدم الانحياز- م.م