شرم الشيخ،( مصر)، 25 فبراير // ان ان ان – شينخوا //– بدأت يوم الأحد، أعمال القمة العربية – الأوروبية الأولى، بمنتجع شرم الشيخ المصري على ساحل البحر الأحمر، بمشاركة نحو 50 دولة.
وتعقد القمة على مدى يومين تحت عنوان “في استقرارنا.. نستثمر”، برئاسة مشتركة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.
وقال الرئيس المصري في كلمة في افتتاح القمة “إن انعقاد قمتنا الأولى اليوم ومستوى الحضور الرفيع، هو خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين العربية والأوروبية يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما”.
وأوضح السيسي “أن الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي ارتبطت بأواصر وعلاقات تاريخية من التعاون عبر المتوسط استندت في متانتها وقوتها إلى اعتبارات القرب الجغرافي والامتداد الثقافي والمصالح المتبادلة عبر العقود، بل والقيم المشتركة والرغبة الصادقة، التي ستظل تجمعنا سويا من أجل إحلال السلام والاستقرار، ومواجهة ما يفرضه واقع اليوم من تحديات”.
وأشار إلى أنه يأتي على رأس هذه التحديات “تفاقم ظاهرة الهجرة، وتنامي خطر الإرهاب”.
ولفت الرئيس المصري كذلك إلى “بؤر الصراعات في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية” بالإضافة إلى النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن.
وقال السيسي إن “ترك النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن، وسائر المناطق التي تشهد تناحرا مسلحا، بدون تسوية سياسية، لا يمكن إلا أن يمثل تقصيراً، ستسألنا عنه الأجيال الحالية والقادمة”.
وحدد الرئيس المصري ثلاثة محاور للتعامل مع أزمات المنطقة، أولها “ضرورة استمرارية كيان الدولة الوطنية وصيانتها، وإصلاحها في الحالات التي تقتضي ذلك”.
واعتبر ذلك “مفتاح الاستقرار، والخطوة الأولى على طريق إعادة الأمن للشعوب، التي طالها الخوف والقلق على المستقبل، وبما يفتح الباب أمام جهود التنمية”.
ودعا السيسي في المحور الثاني الى الاتفاق على “مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب” بحيث تتضمن “مواجهة أمنية صارمة مع التنظيمات والعناصر الإرهابية، ومواجهة فكرية مستنيرة مع منابعهم الأيديولوجية، وكذلك منع التمويل والدعم المقدم لهم، ووقف التحريض الذي يقومون به، كعناصر مكملة لهذه المقاربة الشاملة”.
وشدد على أنه “حتى تنجح هذه المقاربة فلابد من التنفيذ الكامل لجميع أركانها، والوقوف بحزم أمام أي طرف يرفض تنفيذها تحت أية دعوى”.
ودعا الرئيس المصري في المحور الثالث الى تحويل منطقة الشرق الأوسط من منطقة “للنزاعات” إلى منطقة “للنجاحات”، مؤكدا ان الأمر “يستلزم التعاون الصادق بين منطقتينا الأكثر تضررا بهذه النزاعات”.
وفيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية، قال السيسي “إننا ننظر إلى قضية الهجرة ليس كتحد، بل كمجال واعد للتعاون، يحمل في طياته العديد من الثمار المشتركة، سواء للمنطقة العربية التي تتميز بوفرة الأيدي العاملة، والمنطقة الأوروبية التي تتطلب اقتصاداتها مصادر متنوعة من قوى العمل”.
وتابع قائلا “إن التعاون بين منطقتينا لضمان الهجرة الآمنة والنظامية من شأنه تحقيق العديد من المصالح المشتركة، مع العمل بالتوازي على مكافحة أنشطة الاتجار في البشر في إطار جهودنا المشتركة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود”.
ومن المتوقع أن تتناول القمة موضوعات مشتركة، خاصة ما يتعلق بجهود دعم الأمن والاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون والشراكة، حسب مصادر عربية رفيعة.
وذكرت المصادر أن القمة ستتناول أيضا موضوعات الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والوضع الأمني في المنطقة العربية، والأزمات السورية والليبية واليمنية، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والتهديدات الإيرانية.
كما سيناقش القادة الأوربيون والعرب فرص تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمار.
وتعقد القمة بمشاركة رفيعة المستوى من الجانبين.
شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج
