لندن، 30 يناير (ان ان ان-شينخوا) — بعد أيام فقط من تعرضها لأكبر إهانة في التاريخ السياسي البريطاني، كانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أقرب من أي وقت مضى يوم الثلاثاء من التوصل في النهاية إلى اتفاق بريكست صعب المنال.
وبتصويتهم بأغلبية على 317 صوتا مقابل 301 صوت، أعطى النواب في مجلس العموم دعمهم لاتفاق ماي الذي رفضوه في وقت سابق من هذا الشهر، شريطة إدخال تغييرات على ما يسمى بقضية الحدود الإيرلندية.
وهذه الأغلبية التي جاءت بـ16 تمنح ماي تفويضا بالعودة إلى بروكسل للدعوة إلى إعادة فتح المفاوضات، وتشير إلى أن اتفاق بريكست من المرجح أن يفوز في التصويت النهائي الحاسم في البرلمان البريطاني إذا تم إدخال تغييرات على قضية الحدود الإيرلندية.
وقد تم تأكيد فوز حكومة الأقلية التي تترأسها ماي بعدما دعم الحزب الاتحادي الديمقراطي هذه الخطوة الليلة.
وفور إعلان نتيجة التصويت، قالت ماي إن نواب البرلمان رفضوا قبل أسبوعين اتفاق الانسحاب عندما صوت 202 نائب فقط لصالحه، مضيفة “والليلة قالت أغلبية إنها ستدعم اتفاقا بتضمن إدخال تغييرات على مسألة الدعم”.
وذكرت وسط أصوات الهتافات المدوية من مقاعد المحافظين “من الواضح الآن أن هناك طريقا يمكن أن يضمن أغلبية كبيرة ومستدامة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي باتفاق”.
وأشيد بالسيد النائب المخضرم السير جراهام برادي ووصف بأنه بطل الليلة من خلال تضمينه إضافة مهمة لاتفاق ماي المرفوض، إضافة تقول إن الاتفاق يتطلب إحلال ترتيبات بديلة محل الدعم المقدم لأيرلندا الشمالية لتجنب وجود حدود صعبة.
كانت هذه الكلمات كافية لكسب الحزب الاتحادي الديمقراطي وكذا السياسة المحافظين بقوة في ظل دعم يخشى من أن يربط بريطانيا بشكل دائم بالاتحاد الأوروبي.
وقال ماي إن الحكومة البريطانية يمكن أن تتطلع إلى الحصول على تغييرات ملزمة قانونا لاتفاق الانسحاب فيما يتعلق بالدعم، ولا تسمح بحدود صلبة بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية.
ولم تلوح ماي ومستشاروها بأعلام النصر في الوقت الحالي، مع حصول التطورات في لندن على رد فعل فاتر في بروكسل ودبلن.
واعترف ماي بأن الفوز على بروكسل لن يكون سهلا. وقالت “مع إدخال تغييرات على الدعم، بالإضافة إلى تأكيدات بشأن حقوق العمال، أصبح من الواضح الآن أن هناك طريقا لتمرير الاتفاق”.
وقالت ماي إن هناك شهية محدودة لتغيير كهذا في الاتحاد الأوروبي وإن التفاوض بشأنه لن يكون سهلا، مضيفة “لكن أعضاء البرلمان أوضحوا الآن ما الذي يريدونه”.
وقد ذكر رئيس الوزراء الايرلندي ليو فارادكار في بيان صدر في وقت لاحق في دبلن أن “اتفاق الانسحاب ليس مفتوحا لإعادة التفاوض”.
وفي إشارة إلى اتفاق الانسحاب الذي تم الاتفاق عليه بين قادة الاتحاد الأوروبي وماي، قال فارادكار إنه حل وسط يتم التفاوض عليه بعناية، والذي يوازن بين موقف المملكة المتحدة بشأن الجمارك والسوق الواحدة مع تجنب حدود صعبة وحماية سلامة الاتحاد الجمركي والسوق الواحدة للاتحاد الأوروبي.
وذكر أن أيرلندا ستواصل استعداداتها لجميع النتائج، بما في ذلك سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق.
وقال متحدث باسم دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي “إن الدعم هو جزء من اتفاق الانسحاب وإن اتفاق الانسحاب ليست مفتوحا لإعادة التفاوض”.
ومن جانبه، ذكر زعيم حزب العمل جيرمي كوربين أنه مستعد الآن للاجتماع مع ماي لمناقشة بريكست.
وتواترت ردود فعل عالم الأعمال على فوز ماي في مجلس العموم، حيث قال آدم مارشال، المدير العام لغرف التجارة البريطانية، إنه يوم آخر ضاع بينما كانت الساعة تدق، مشيرا إلى أن “الحكومة والبرلمان لا يزالان يدوران في دوائر في الوقت الذي تحتاج فيه الشركات والجمهور بشكل عاجل الى إجابات”.
وذكر ستيفن مارتن، المدير العام لمنظمة ((انستيتيوت أوف دايركتورز)) “من الواضح أن رئيسة الوزراء تواجه مهمة صعبة في الخروج بحل وسط بشأن الدعم. ومع ذلك، إذا كان الخيار بين محاولة تغيير الاتفاق والمغادرة دون التوصل إلى اتفاق، فإن قطاع الأعمال يأمل في أن يكون الاتحاد الأوروبي مرنا وأن ينظر فيما إذا كان يمكن لأي تغييرات قانونية أن توضح أن الدعم ليس مجرد وضع راسخ دائم”.
وتعتزم ماي مناقشة التطورات مع الاتحاد الأوروبي قبل أن تعود في وقت لاحق إلى البرلمان البريطاني من أجل تاريخ ذي مغزى مطلوب بشأن الاتفاق مع بروكسل.
وحتى الآن، تصر بروكسل على وجوب أن يكون الدعم جزءا من اتفاق بريكست لتجنب حدوث حدود صعبة بين جمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وأيرلندا الشمالية التي تعد جزءا من المملكة المتحدة.
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 مارس.
شبكة أنباء عدم الانحياز- م.م