بروكسل/ 21 أكتوبر//ان ان ان – شينخوا//– أدانت دول الاتحاد الأوروبي المشاركة بقوات في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل، واتفقت على تعزيز الضغط على إسرائيل لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث ضد البعثة في المستقبل.
قامت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بزيارة لبنان يوم الجمعة. وفي مؤتمر صحفي مشارك عُقد بعد اجتماعها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، دعت ميلوني إلى التنفيذ الكامل والفوري لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وحثت جميع الأطراف على ضمان سلامة وأمن قوات اليونيفيل.
وقالت “إن استهداف اليونيفيل أمر غير مقبول، أدعو مرة أخرى جميع الأطراف للعمل لضمان أمن وسلامة هؤلاء الجنود.”
اتفقت 16 دولة من دول الاتحاد الأوروبي على تعزيز الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث ضد البعثة في المستقبل. وجاء الاتفاق عقب مؤتمر عبر الفيديو قاده وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو ونظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو يوم الأربعاء.
وشاركت في المؤتمر دول الاتحاد الأوروبي الرئيسة، بما فيها أيرلندا وألمانيا وإسبانيا والنمسا واليونان وغيرها. كما أكدت دول الاتحاد الأوروبي مجددا التزامها بالحفاظ على وجود مستقر لليونيفيل في المنطقة، مشيرة إلى أن أي تغيير بشأن مستقبل البعثة يجب أن يقرر من قبل الأمم المتحدة بشكل جماعي.
على مدى الأيام القليلة الماضية، شنت القوات الإسرائيلية هجمات متعددة على مواقع اليونيفيل في لبنان، ما أسفر عن إصابة جنود بقوات حفظ السلام، وأثار انتقادات من المجتمع الدولي. ووفقا للأمم المتحدة، فقد تم استهداف قاعدتها 20 مرة على الأقل منذ أن كثفت إسرائيل الهجوم على لبنان في وقت سابق من هذا الشهر. وعلى الرغم من ذلك، نفت إسرائيل أنها استهدفت قوات الأمم المتحدة عمدا.
لا تؤيد أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي الـ27 انسحاب اليونيفيل، حسبما أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين.
كما قال مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي “إن مثل هذه الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وهي غير مقبولة على الإطلاق، ويجب أن تتوقف على الفور”.
وفي الوقت نفسه، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء، حث خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي على “وضع حد لهذا الاستهداف غير المبرر”، حسبما أفاد المكتب الرئاسي الفرنسي يوم الأربعاء.
ودعا ماكرون إلى وقف فوري لإطلاق النار، وأكد عزم فرنسا على تجنب اندلاع حريق في المنطقة من شأنه أن يخلف عواقب مدمرة على سكانها، فضلا عن عواقبه على الأمن الدولي.
وأعرب وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة في بيان مشترك صادر يوم الاثنين عن “قلقهم البالغ” في أعقاب الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية على قواعد اليونيفيل. “يجب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور. ندين كل التهديدات لأمن اليونيفيل.” بحسب البيان.
وأضاف “أن أي هجوم متعمد على اليونيفيل يتعارض مع القانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701. إن حماية قوات حفظ السلام تقع على عاتق جميع أطراف الصراع”.
ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانس أنه “يجب على جميع الأطراف الالتزام بالاتفاقيات الدولية. ندين الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.” كما قال وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب “إنه يجب احترام سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”، مشيرا إلي أنه من الضروري أن يتوقف إطلاق النار في لبنان وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.
وفي الوقت نفسه، أدان الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش يوم الثلاثاء الهجمات الإسرائيلية المتكررة على أعضاء اليونيفيل، واصفا إياها بـ”انتهاكات للقانون الدولي وتهديدات لجهود حفظ السلام في المنطقة”. وقال إنه لا يوجد مبرر لهذه الهجمات، ودعا جميع الأطراف المتحاربة، ومن بينها قوات الدفاع الإسرائيلي، إلى وقف جميع أشكال العدوان على الفور.
ومن جهته، قال وزير الخارجية السلوفاكي يوراي بلانار يوم الاثنين في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج إن الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل زادت من التوتر في الشرق الأوسط، وهي غير مقبولة.
لقد تأسست اليونيفيل، وهي مهمة لحفظ السلام، بقرار من مجلس الأمن الدولي في 1978، بعد الغزو الإسرائيلي الأول لجنوب لبنان. وتضم نحو 10 آلاف جندي من 50 دولة.
منذ 23 سبتمبر، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا مكثفا غير مسبوق على لبنان، وذلك في تصعيد خطير مع حزب الله. لقد بدأ الجيش الإسرائيلي في أوائل أكتوبر، ما وصفه بحملة برية “محدودة”، مستهدفا مواقع لحزب الله في جنوب لبنان.
شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج