بيروت، 1 نوفمبر (ان ان ان – الأناضول)– أعرب وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، مساء الأحد، عن استغرابه لما اعتبرها “قساوة سعودية” تجاه بلاده، وحث جامعة الدول العربية على الدعوة إلى حوار لمعالجة أزمة متصاعدة بين بيروت والرياض.
وخلال اليومين الماضيين، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت، احتجاجا على تصريحات لوزير الإعلامي اللبناني، جورح قرداحي، حول الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات.
وقبل تعيينه وزيرا (سبتمبر/ أيلول الماضي)، قال قرداحي في مقابلة متلفزة سُجلت في أغسطس/ آب الماضي وبُثت في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إن الحوثيين في اليمن “يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات”.
وقال “بو حبيب”، في مقابلة مع قناة “الجديد” التلفزيونية، إن لبنان يحاول الاتصال بدول كبيرة ومؤثرة للمساعدة في الحوار مع السعودية.
وأردف: “هناك قساوة سعودية لا نتفهمها، فالمشاكل بين أي دولتين يتم حلها عبر الحوار، وهذا ما لم يحصل بعد”.
وأضاف: “لن نقبل أن تُحل الأزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان، ولتتحرك جامعة الدول العربية وتدعو إلى الحوار”.
فيما لم يصدر تعليق على الفور من قبل الرياض بهذا الخصوص.
وردا على سؤال، نفى “بو حبيب” ما يتردد عن سيطرة جماعة “حزب الله” (حليفة إيران) على لبنان، بقوله: “حزب الله مكون أساسي في بلادنا، لكنه ليس كل البلد ولا يهيمن عليه”.
والسبت، قال وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان، إن “التعامل مع بيروت غير ذي جدوى في ظل هيمنة حزب الله على النظام السياسي اللبناني.. ليست هناك أزمة مع لبنان، بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران”.
وأكدت الحكومة اللبنانية، أكثر من مرة، أن تصريحات قرداحي لا تعكس موقفها الرسمي، وأنها حريصة على الحفاظ على أطيب العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما السعودية. فيما دعا سياسيون لبنانيون، بينهم نواب برلمان، قرداحي إلى الاستقالة.
والأحد، أعلن قرداحي أن استقالته من الحكومة “غير واردة”، وذلك غداة إعلان “بو حبيب” أن زميله يدرس مقترح الاستقالة.
ومنذ عام 2015، ينفذ تحالف، بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية، في مواجهة جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
وأودت هذه الحرب المستمرة بحياة أكثر من 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم قرابة 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وتاريخيا، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها توترت عام 2017، إذ اتهمت السعودية “حزب الله” بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، وهو ما تنفي الجماعة صحته عادة.
وفي مايو/ أيار الماضي، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.
شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج