الدوحة، 14 سبتمبر (ان ان ان – الأناضول)– أعربت مساعدة وزير الخارجية القطري، المتحدثة باسم الوزارة، لولوة الخاطر، الإثنين، عن تطلع الدوحة إلى تشكيل حكومة أفغانية “أكثر تمثيلا لكافة أطياف الشعب الأفغاني”، معتبرة أن دور بلادها في أفغانستان يندرج ضمن “الدبلوماسية الوقائية”.
وقالت الخاطر، في مقابلة مع “التلفزيون العربي”، إن الحكومة الأفغانية الحالية مؤقتة للحفاظ على الكيان المؤسسي الموجود في أفغانستان.
وفي 7 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلنت حركة “طالبان” تشكيل حكومة مؤقتة من 33 عضوا، برئاسة الملا محمد حسن آخوند.
وأضافت الخاطر: من المهم الآن المحافظة على الكيان المؤسسي، وهذا هو التوجه الذي فهمنا أن “طالبان” ستحذوه.
وعبرت عن تطلع بلادها إلى تشكيل حكومة أفغانية “أكثر تمثيلا لكافة أطياف الشعب الأفغاني مستقبلا”.
وخلال 10 أيام من أغسطس/ آب الماضي، سيطرت “طالبان” على أفغانستان بالكامل تقريبا، بما فيها العاصمة كابل، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتمل نهاية ذلك الشهر.
وقالت الخاطر إن دور الوسيط الذي تلعبه قطر في أفغانستان جزء من القناعة بـ”الدبلوماسية الوقائية”، التي تنتهجها الدوحة في الصراعات الإقليمية، حتى لا تصبح الدوحة جزءاً من عملية الاستقطاب في المنطقة.
وتابعت: “القاعدة الأساسية التي تتبعها الدوحة هي أنها لا تدخل في ملف وساطة ما لم تتم دعوتها من كافة الأطراف، وهذا ما حصل في الملف الأفغاني”.
وتحدثت الخاطر عن صعوبات واجهتها الجهود القطرية، وانقسمت إلى مرحلة ما قبل الانسحاب الأمريكي وما بعده.
وأوضحت أن “سمة ما قبل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كانت الفوضى، حيث كانت هناك حالة من الذعر بين أفراد الشعب الأفغاني، لا سيما في (العاصمة) كابل، حيث توجه العديد (من الأشخاص) إلى المطار، بناء على معلومات مغلوطة بأن جميعهم يمكنهم المغادرة”.
وتابعت: “في تلك المرحلة كان الجزء الذي يعمل في المطار هو الجزء العسكري الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، وحينها ولدت فكرة الممر الآمن لمن يريد الخروج، وهذه كانت الإشكالية الفعلية التي واجهت السفارة القطرية في كابل حينها”.
وأردفت: “الطلبات (لمغادرة أفغانستان) كانت ترد إلى وزارة الخارجية في الدوحة، ويتم تحويلها إلى السفارة القطرية في كابل، بعد التأكد من عناصر عدة”.
وتحدثت الخاطر عن عمليات الإجلاء، وعلى رأسها الأمريكية، حيث تم نقل أكثر من 130 ألف شخص، 60 ألفا منهم عبروا من الدوحة، ومتوسط مكوثهم في قطر كان بين 4 أيام وأسبوع.
وأوضحت أنه “تم استقبال اللاجئين الذين مروا في الدوحة في مقرين مجهزين بالمستلزمات والخدمات التي يحتاجونها قبل انتقالهم إلى دول أخرى”.
وأفادت بـ”حصول نحو 10 حالات ولادة لنساء حوامل كن قد غادرن أفغانستان في عمليات الإجلاء ووصلن إلى الدوحة في طريقهن إلى عواصم أخرى”.
وقالت إن القسم الثاني من الصعوبات التي واجهت الجانب القطري حصل بعد الانسحاب الأمريكي، حيث تبين أن مطار كابل لم يكن جاهزا لاستقبال أي طائرات بعد عملية الانسحاب.
وأشارت إلى أن “الكثير من الأجهزة التي كانت داخل المطار دُمرت أو اختفت، ولذلك توجه فريق تقني من قطر إلى المطار، وعمل على إعادة تجهيز برج المراقبة كخطوة أولى”.
وكشفت عن أن “حركة طالبان أقنعت عددا من الأفراد الذين كانوا يعملون في المطار بالعودة، الأمر الذي ساهم في الحل”.
واستضافت قطر مفاوضات بين واشنطن و”طالبان” توجت بتوقيعهما، في 29 فبراير/ شباط 2020، اتفاقا لإحلال السلام نص على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
كما استضافت الدوحة مفاوضات بين “طالبان” والحكومة الأفغانية، قبل أن تتسارع الأحداث وتسيطر الحركة على البلد الآسيوي.
وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم “طالبان”؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة”، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.
شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج