كراتشي، 23 يونيو (ان ان ان – الأناضول)– قال رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، إن الولايات المتحدة لا يمكنها كسب الحرب في أفغانستان حتى لو وافقت إسلام أباد على توفير قواعد عسكرية لواشنطن لعمليات مكافحة الإرهاب.
وأوضح في مقاله نشرته صحيفة “ذا واشنطن بوست” الأمريكية، الثلاثاء، أنه إذا رضخت باكستان لمطلب الولايات المتحدة، فستكون بلاده “هدفا مرة أخرى لانتقام الإرهابيين”، في حالة اندلاع حرب أهلية وعدم اللجوء إلى تسوية سياسية لحل الصراع في أفغانستان.
وأشار خان في مقاله إلى التشدد المستمر منذ أكثر من عقدين والذي يطارد الدولة المسلمة النووية في جنوب آسيا، لوقوفها إلى جانب واشنطن فيما يسمى بحربها ضد الإرهاب.
وأضاف: “بعد الانضمام إلى الجهود الأمريكية ، تم استهداف باكستان باعتبارها متعاونة؛ فتعرضنا إلى الإرهاب من قبل حركة طالبان باكستان ومجموعات أخرى”.
كما لفت أن هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار، والتي حذرت منها “لم تجعل واشنطن تربح الحرب، لكنها تسببت في كراهية للأمريكيين؛ ما أدى إلى تضخم صفوف الجماعات الإرهابية ضد بلدينا (باكستان والولايات المتحدة).
وتابع: “ببساطة لا نستطيع تحمل ذلك. لقد دفعنا بالفعل ثمناً باهظاً للغاية. وفي الوقت نفسه ، إذا لم تستطع الولايات المتحدة ، مع أقوى آلة عسكرية في التاريخ ، أن تكسب الحرب من داخل أفغانستان بعد 20 عامًا ، فكيف ستفعلها من القواعد في بلدنا؟ “
ورفضت إسلام أباد بالفعل السماح للولايات المتحدة بتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب من داخل أراضيها، بعد الانسحاب المقرر لواشنطن من أفغانستان.
وفي السياق، أفاد خان بأن باكستان “مستعدة لتكون شريكاً من أجل السلام في أفغانستان مع الولايات المتحدة. لكن مع انسحاب القوات الامريكية سنتجنب المخاطرة بمزيد من الصراع “.
كما أقر خان بأن إسلام أباد ارتكبت خطأ بالاختيار بين الجماعات المتحاربة، وقال إن باكستان “تعلمت من تلك التجربة وليس لديها أي جهة مفضلة في أفغانستان”.
وأردف قائلا:” نعارض أي سيطرة عسكرية على أفغانستان الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى عقود من الحرب الأهلية”، مشيرا أنه إذا حاولت طالبان إعلان نصر عسكري؛ فذلك سيؤدي إلى إراقة دماء لا نهاية لها.
وفي مقارنة بين الخسائر التي تكبدتها إسلام أباد أثناء الحرب ضد الإرهاب والتعويضات الأمريكية، قال خان: “قُتل أكثر من 70 ألف باكستاني. فيما قدمت الولايات المتحدة 20 مليار دولار كمساعدات”.
واستدرك: تجاوزت خسائر الاقتصاد الباكستاني 150 مليار دولار، وانهار قطاعي السياحة والاستثمار”.
واختتم بالاعتراف أن باكستان أرسلت جيشها إلى الحزام القبلي الشمالي الغربي، المتاخم لأفغانستان، بسبب الضغط الأمريكي في عام 2004 ، والذي أدى إلى موجة مميتة من التفجيرات الانتحارية والهجمات الإرهابية ضد القوات المسلحة والمدنيين.
ومن المقرر أن تنسحب الولايات المتحدة بشكل كامل من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل.
شبكة أنباء عدم الإنحياز – س.ج