بغداد، 23 يناير (ان ان ان – الأناضول)– لف الحزن العراق، أمس الجمعة، غداة تفجيرين انتحاريين وقعا وسط العاصمة بغداد، خلفا عشرات القتلى والجرحى.
وتداول عراقيون عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، مقطعا مصورا رصد مشهدا مؤثرا لأب فقد اثنين من أبنائه جراء التفجير.
ويصيح الرجل المكلوم بالناس حوله، وفق المقطع المنشور، خلال تشييع جثمان الشابين اليافعين علي وعمر، بأنه فقد فلذتي كبده وانطفأت شمعتا بيته.
ويبدو أن الرجل لا يصدق ما حدث بالفعل، ويتساءل أمام الجمع: “أين ولداي؟ أين ذهب علي وعمر”، في مشهد أثار مشاعر الحزن لدى آلاف العراقيين على مواقع التواصل.
وصب بعض رواد تلك المواقع جام غضبهم على السلطات العراقية “لعدم توفير الأمن في البلاد لسنوات طويلة”.
وكان علي وعمر، بين 32 شخصاً قتلوا خلال التفجير الذي خلف أيضاً 110 جرحى، وفق أرقام وزارة الصحة.
كما تداول العراقيون صوراً قالوا إنها لعمر وعلي، يبدو أن أحدهما في مطلع العقد الثاني، بينما الآخر يافع في سن المراهقة.
وفجر انتحاريان نفسيهما بين عشرات المتبضعين في سوق شعبي مكتظ بساحة الطيران وسط بغداد، في هجوم تبناه تنظيم “داعش” الإرهابي.
وعلى خلفية التفجير، أقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي 5 قادة أمن بارزين في الداخلية والدفاع من مناصبهم، الخميس، بعد ساعات من وقوع التفجير المزدوج.
وأعلن “داعش” مسؤوليته عن الانفجارين، وقالت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم عبر حسابها على “تليغرام”، إن الهجوم نفذه “أبو يوسف الأنصاري” و”محمد عارف المجاهد”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ومنذ مطلع العام الماضي، كثفت القوات العراقية عمليات التمشيط والدهم لملاحقة فلول “داعش” بالتزامن مع تزايد وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من التنظيم، لا سيما في “مثلث الموت” بين محافظات كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق).
وأعلن العراق عام 2017، تحقيق النصر على “داعش” باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014.
إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.
شبكة أنباء عدم الإنحياز – س. ج