الخرطوم، 20 أكتوبر (ان ان ان – الأناضول) — أعرب مجلس السيادة الانتقالي والحكومة السودانية، أمس الإثنين، عن “التقدير” و”الشكر” للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لوعده برفع اسم السودان من قائمة ما تعتبرها واشنطن “دول راعية للإرهاب”.
وتدرج الولايات المتحدة، منذ عام 1993، السودان على هذه القائمة، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم “القاعدة”، أسامة بن لادن.
وقال مجلس السيادة، في بيان: “أود أن أعبر عن عظيم تقديري وتقدير الأمة السودانية للرئيس دونالد ترامب وللإدارة الأمريكية لإقدامهم على اتخاذ هذه الخطوة البناءة لإزالة اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب”.
ورأى أن هذه الخطوة “يتأكد فيها التقدير الكبير للتغيير التاريخي الذي حدث في السودان ولنض٣ال وتضحيات الشعب السوداني من أجل الحرية والسلام والعدالة”.
وغرد ترامب، عبر “تويتر” في وقت سابق الإثنين، قائلا: “أخبار عظيمة، وافقت حكومة السودان الجديدة، التي تحرز تقدما عظيما، على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين ولعائلاتهم”.
وهذه التسوية هي جزء من مطالبات أسر ضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، عام 1998، والبارجة الأمريكية “يو أس كول” قرب شواطئ اليمن، في 2000، والتي تتهم واشنطن نظام عمر البشير السابق بالضلوع فيها.
وأضاف: “عندما يُودع المبلغ، سأرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.
ورأى ترامب أن هذه الخطوة تمثل “تحقيق العدالة للأمريكيين وخطوة كبيرة للسودان!”.
وقال حمدوك، عبر حسابه بـ”تويتر”: “الشكرُ الجزيل للرئيس ترامب على تطلعه إلى إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب”.
وأضاف: “وهو تصنيف كلف السودان وأضر به ضرراً بالغاً. إننا نتطلع كثيراً إلى إخطاره الرسمي للكونغرس بذلك”.
واعتبر أن هذه الخطوة المرتقبة هي “أقوى دعم للانتقال نحو الديمقراطية في السودان وللشعب السوداني”.
ويترأس حمدوك منذ أغسطس/ آب 2019 أول حكومة سودانية منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان من ذلك العام، البشير من الرئاسة (1989: 2019)، تحت ضغط احتجاجات شعبية منددة بحكمه.
وأردف: “إننا إذ نقترب اليوم من التخلص من أثقل تركة من تركات النظام المباد، نُؤكد مرة أخرى أن الشعب السوداني شعبٌ محبٌ للسلام ولم يكن أبداً يوماً مسانداً للإرهاب”.
وتتزامن هذه التطورات مع توقع مسؤولين إسرائيليين أن يعلن ترامب “خلال أيام” عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الإثنين، التي لم تكشف عن هوية هؤلاء المسؤولين.
وقال رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، إن مباحثات أجراها مع مسؤولين أمريكيين، في الإمارات حينها، تناولت قضايا، بينها “السلام العربي مع إسرائيل”.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية آنذاك أن الخرطوم وافقت على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، في حال شطب اسم السودان من قائمة “الإرهاب”، وحصوله على مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات.
وأعلنت قوى سياسية سودانية رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، في خضم حديث عن تطبيع سوداني محتمل بعد الإمارات والبحرين، اللتين انضمتا إلى الأردن ومصر، المرتبطتين باتفاقيتي سلام مع تل أبيب منذ عامي 1994 و1979.
ووقعت أبوظبي والمنامة، في واشنطن منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع تل أبيب، وهو ما قوبل برفض شعبي عربي واسع واتهامات بخيانة القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية.
شبكة أنباء عدم الإنحياز – س. ج