بيروت، 28 سبتمبر (ان ان ان-الأناضول) — شهدت مدينتا بيروت وصيدا في لبنان، الأحد، احتجاجات شعبية تنديدا بفشل القوى السياسية في تشكيل حكومة إنقاذ، في ظل معاناة البلد العربي من أوضاع اقتصادية متردية للغاية.
وأعلن رئيس الحكومة المكلف، مصطفى أديب، السبت، اعتذاره عن عدم استكمال مهمته قائلا: “التوافق الذي قُبلت به لتشكيل الحكومة لم يعد موجودا”.
وفي منطقة جل الديب شمالي العاصمة بيروت، أغلق محتجون “الأوتوستراد (الطريق) الساحلي أمام حركة السير باتجاه الشمال، بواسطة إطارات سيارات مشتعلة، وافترشوا الأرض لمنع مرور السيارات، بحسب مراسل الأناضول.
كما ذكرت غرفة التحكّم المروري (حكومية) أن جسر انطلياس باتجاه ضبية (شمالي بيروت وجل الديب) شهد إغلاقا جزئيا، قبل أن يُعاد فتحه لاحقا.
وفي صيدا جنوبي لبنان، أغلق شباب محتجون طريق تقاطع إيليا، بإطارات مشتعلة ومستوعبات نفايات؛ احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، قبل أن يتمكن الجيش لاحقا من إعادة فتح الطريق، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
ويعاني لبنان، منذ شهور، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975: 1990) واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.
كما أفادت الوكالة بقطع “الأوتوستراد” الشرقي في صيدا بإطارات مشتعلة ومستوعبات نفايات.
ويشهد لبنان، منذ 17 أكتوبر الماضي، احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية، بينها رحيل الطبقة السياسية الحاكمة، التي يتهمها المحتجيون بالفساد وانعدام الكفاءة.
وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، كلف في 31 أغسطس الماضي مصطفى أديب بتشكيل حكومة تخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في العاشر من الشهر نفسه بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ بيروت.
وتزامن التكليف مع زيارة تفقدية لبيروت، أجراها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ما أطلق اتهامات له من أطراف لبنانية بالتدخل في شؤون بلادهم، ومنها عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ لباريس في لبنان، البلد الذي احتلته بين 1920 و1943.
وأطلق ماكرون مبادرة فرنسية بلهجة تهديد وإعطاء تعليمات إلى اللبنانيين، تشمل تشكيل حكومة جديدة، وإصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي، بحلول نهاية أكتوبر المقبل.
شبكة أنباء عدم الانحياز- م.م